عزيزتي الزوجة:
لا تكوني أقلّ كي يبقى، ولا أعلى كي يهرب ..
*الحب لا يُبنى بالتضحية التي تُلغي النفس ولا بالصمت الذي يُراكِم الوجع ..
ولا بالقوة التي تُشبه القسوة…..
كوني كاملة كما أنتِ .. فالمرأة التي تُحبّ بوعي لا تذوب… بل تُزهر.
لا تجعلي وجودك ردّ فعل
لا تعيشي لتُرضي
ولا تتكلمي لتدافعي
ولا تسكتي خوفا من خسارة…
الزوج لا يحبّ المرأة التي تُفرّغ نفسها لتُبقيه
بل يحترم المرأة التي تعرف متى تعطي ومتى تتوقف دون ضجيج.
الأنوثة ليست ضعفا، بل اتّزان ..
كوني لينة دون أن تُكسري
حاضرة دون أن تُراقبي
مُحِبّة دون أن تُلاحقي…
الرجل لا ينجذب إلى من تطلب الاهتمام
بل إلى من تستحقّه فيسعى هو إليها…
تحدّثي… لكن من موضع قوّة لا من موضع جرح
عبّري عن احتياجك بلا عتاب
وعن ألمك بلا اتهام
وعن رغبتك بلا خوف.
الكلمة الخارجة من الكرامة تُسمَع
أما الكلمة الخارجة من التوسّل… فتُستنزف…
لا تُراهنِي على تغيير قلب غيركِ
فالهداية بيد الله وحده ..
ولكن راهني على وعيكِ بنفسك
فالإنسان لا يُكلَّف إلا بما يملك….
*غيّري ما جعله الله في نطاق قدرتك:
حدودك التي تحفظ كرامتك
وحضورك الذي يعكس سكينتك
وحُسن تبعُّلِك الذي يكون عبادة لا استنزافا
وصورتك عن نفسك… تلك التي إن استقامت، استقام كثيرٌ ممن حولك.
فالمرأة التي تُصلح باطنها
وتعرف قدرها عند ربّها
لا تحتاج أن تُلاحق التغيير في غيرها ..
لأن أثرها يصبح هداية صامتة
ووقارًا يُرى، لا يُطالَب به ..
الرجل يتغيّر حين يشعر أن المرأة أمامه تعرف قيمتها
لا حين تُذكّره بها كل يوم.
الحب لا يُقاس بما تتحمّلين، بل بما لا تُضطرين لتحمّله
إن وجدتِ نفسكِ تبرّرين الإهمال
وتُلطّفين القسوة
وتُقنِعين قلبكِ أن “الأمر عادي”….
توقّفي لحظة
فالقلب أذكى من أن يُخدع طويلا.
وأخيرا…
كوني زوجة تُحبّ، لا تُستهلَك…
تُعطي، لا تُستنزف….
تُشارك، لا تذوب…. وتُلغي نفسها ..
فالرجل الذي يستحقّكِ.. لن يطلب منكِ أن تكوني أقلّ مما أنتِ
بل سيكبر بكِ… لا عليكِ.
إحسان الفقيه زاوية إخبارية متجددة