كونَكَ عفويّ وعلى سجيتك … مسؤولية كبيرة…

الأسهل بأضعاف أن تكون أي شيء آخر: نسخةً مُصنّعة، أو وجها بلا ملامح، أو نكرة تتوارى بين الجموع !

أن تكون على سجيتك يعني أن تُواجه العالم بجِلدكَ الحقيقي

بدون دهانات او طبقة “فاونديشين” سميكة

بدون شروحات أو تبريرات

بدون كُتيّب تعليمات يُرافقك إلى كل علاقة….

وتلك مخاطرة لا يقدر عليها إلا من يعرف أن الحقيقة -حتى حين تجرح –

أكرم من حياة تُعاش تحت رداء المُمثّل طيلة الوقت…

الأسهل أن تكون شخصا آخر:

أن تتبنّى ضحكة ليست لك

ثقة ليست لك

لغة ليست لك

أفكارا لا تشبهك

ووجوهًا مُستعارة تخوض بها يومك….

فالزيف ناعمٌ ومريح…

والأقنعة تُغنيك عن مواجهة ذاتك….

لكن أن تكون أنت؟

فهذه معركة لا تُخاض بالسيف

بل بخوفك !

وبقسماتك التي لا تريد أن يراها أحد ..

وبقراراتك الصغيرة التي تقول “هذا أنا”، رغم كل شيء….

على سجيتك…

أنت لست محبوبا دائما ..

ولست مفهوما دائما …

لستَ سهلا على الآخرين ..

ولكنك أصيل .. والأصالة لا تُريح أحدا، لكنها تُريح صاحبها…

وأَشَقُّ ما في السجية أنها تكشف هشاشتك…

نعم … فمن لا يختبئ خلف قناع لا يملك إلا جلده يا عزيزي ..

وجلدكَ حين يُجرح -يجرحكَ حقا ..

لا يشبه ألم الأقنعة حين تُخدش.

أن تكون على سجيتك يعني أنك لا تحمل خزائن من الأعذار

ولا ترتدي رداء القوة المصطنعة

ولا تتهرّب من اعتراف صعب

ولا تتزيّن بما لا يشبهك….

وهذا وحده يكفي ليجعل الطريق أثقل -لكنه أوضح.

والمفارقة؟

أن الذين يتصنعون يعيشون بسلامٍ هش …

بينما الذين يعيشون حقيقتهم يعيشون بسلام عميق….

فالعُمق أثمن من الهدوء…

والصدق أثمن من الانسجام المُزيّف…

أن تكون على سجيتك مسؤولية…

لأنك حين تختار نفسك

تختار أن تخسر كل ما لا يشبهها..

وهذه خسارة عظيمة بل ومُهمة ..

لا يحتملها إلا من يعرف أن الربح الحقيقي

هو ألا يخسر أحدنا نفسه !

عن Ehssan Alfakeeh

شاهد أيضاً

عزيزي الزوج

عزيزي الزوج : الزوجة ليست مشروعا عليك عبء إدارته، ولا كائنا يُختبر صبره كل يوم.. …

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *