النصيحة

حين أنصحك، لا تفترض أنني أقف على قمة لم تبلغها، ولا تتخيلني نموذجا كاملا جئت لأريك الطريق من علوٍّ شاهق .

أنا أنصحك لأنني تعثرت قبلك، ورأيت بأم عيني كيف يمكن لخطوة صغيرة أن تنقذ سنوات، وكيف يمكن لخطأ واحد أن يكلف القلب أكثر مما يحتمل.

قد أنصحك لتكون أفضل مني، لا نسخة عني.

وقد يمنحك الله إرادة لم يمنحني إياها، أو قوة تأخرت عني، أو بصيرة وصلتَ إليها قبلي.

فالنصيحة ليست شهادة تفوق، بل اعتراف ضمني بأن الطريق صعب، وأننا نتقاسم إنسانيتنا قبل أن نتقاسم التجربة.

النصح في جوهره محبة، لا استعراضا.

هو رغبة صادقة في أن تختصر ألمك، لا أن تضخم صورتي.

هو قول: لا تكرر سقوطي، لا ترتكب حماقاتي، لا لتبقى دوني، بل فلتتجاوزني.

ومن يفهم النصيحة على أنها تعالٍ، لم يفهم معنى المشاركة البشرية.

فالذي ينصحك لا يقول: انظر كم أنا عالٍ،

بل يقول: تعالَ يا عزيزي ، الطريق هنا مؤلم، وقد مررت به وحدي.

فخذ النصح على حقيقته:

يد ممدودة، لا إصبع مرفوع.

محبة صادقة، لا منافسة خفية..

عن Ehssan Alfakeeh

شاهد أيضاً

من الطين إلى الوعي: رحلة الكلمة من سلاح إلى وَهْم

منذ بدأ الكلام رحلته الأولى على الأرض، يوم نقشت البشرية كلماتها الأولى فوق الطين قبل …

تعليق واحد

  1. สันติยามรุ่งอรุณ..สหาย

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *