يتشرّف موقع توضيح بنشر مقال توضيحي وصل الموقع عبر البريد الالكتروني للكاتبة الأردنية المعروفة “إحسان الفقيه” التي عُرف عنها دفاعها عن الحق والدوران في فلكه حيث دار.
ومنذ أسابيع، تبنت “الفقيه” نشر تقارير مميزة في موقع وكالة الأناضول تحت بوابة “مرصد تفنيد الأكاذيب” بمهمة رصد الأكاذيب والافتراءات المتداولة عن تركيا وغيرها في فضاء الإعلام العربي والعالمي وتفنيد تلك الأكاذيب بطريقة مهنيّة موضوعيّة علميّة نالت قبولًا واسعًا لدى القارئ العربي.
وننتهز هذه الفرصة للتعبير عن خالص الشكر والتقدير والامتنان للكاتبة الموسوعية “إحسان الفقيه” التي اختصّت موقعنا بمقالها هذا الذي نعتبره إضافة هامة للموقع وروّاده.
وإلى مقال الكاتبة إحسان الفقيه:
لا حاجة لقطر ولا لرموزها بدفاع أحدٍ منا، فأفعالهم ومواقفهم هي من تُدافع عنهم لا إحسان الفقيه ولا غيرها، لكنّنا هنا فقط لتوضيح الواضحات ليس أكثر.
قبل أقل من عام، بثّت “قناة محور” المصرية التابعة لشبكه تلفزيون المحور برنامجًا اسمه “90 دقيقة” نشرته على حسابها في موقع يوتيوب يكشف حسب زعمها، “دخول حمد بن خليفة أمير قطر السابق مستشفى أمراض نفسية”.
يتراوح عدد مشاهدي الحلقة الواحدة من البرنامج ما بين 3 إلى 7 آلاف مشاهدةٍ على حساب القناة في يوتيوب والتي قد لا تصل في بعض الأحيان إلّا مئات فقط.
وتصف نفسها بأنّها، “إعلام وطني هادف ملتزم بالقيم العربية والاسلامية
إعلام حرّ موضوعيّ يبني ولا يهدم إعلام ملتزم بالدقه والنزاهه والموضوعيه”.
هكذا كما ورد نصًا، مُلتزم بالقيم العربية والإسلامية بينما لا يجيد رسم الحروف العربية، ومُلتزم بالدّقة والنزاهة والموضوعية، كما مكتوب في حسابها.
الدقة والنزاهة والموضوعية لقناة المحور المصرية، أعدت في 16 يونيو 2019، حلقة مدتها ساعة ونصف لبرنامجها “90 دقيقة”، نشرت فيه فيديو يكشف حسب زعمها، “دخول حمد بن خليفة أمير قطر السابق مستشفى أمراض نفسية”.
لكن الأمير الوالد، وهو الاسم المحبب لتسميته به من أبناء قطر، ظهر مرات عدة مشاركًا الدولة والشعب القطري مناسباتهم الوطنيّة والاجتماعية، ما يكشف زيف ادعاءات هذه القناة والقنوات الأخرى وحسابات مغرديّ التواصل الاجتماعي ضمن ذات الدائرة “المخزية” التي تتعمّد الكذب والافتراء دون أيّ اعتبار أو احترام لمتابعيها.
قد يقول قائل، وما علاقة ما بثّته القناة قبل أكثر من عشرة أشهر بموضوعنا اليوم عن خبر إصابة الأمير الوالد بفيروس كورونا؟
نقول، إنّ الكذب والافتراء وبث الشائعات منهج معتمد لدى محور بات الاجماع على تسميته، محور الفجار، هي سمات شاعت كثيرًا منذ الحصار الجائر على دولة قطر والذي ابتدأ ببث خطاب كاذب باسم أمير الدولة الشيخ حمد بن خليفة آل ثاني والبناء عليه من أربع حكومات لقطع كل أشكال العلاقات مع دولة قطر اعتمادًا على بيان “مكذوب” تعلم تلك الدول أنّه لا أساس له من الصحة.
والسؤال إذا كانت حكومات دول تتبنى هذا النهج في الاعتماد على بيان “لا صحة له”، فكيف بقنوات أو مُغرّدين أقل ما يُقال أنّهم معروفون بإدمان الكذب والفجور في الخصومة.
حسابات سعودية مُوثّقة نشرت تغريدات حول ذات الموضوع مشفوعة بما اعتدنا سماعه منهم من كلمات بذيئة ومفردات يعف اللسان عن نطقها.
كتب أحدهم ويتابعه قرابة نصف مليون مُتابع:
“العاق في العناية المُركّزة”.
يستند المُغرّد إلى تغريدة لصحفي لبناني يدعى “نادر علوش” مقيم في باريس ويتردد كثيرًا على إسرائيل ومعروف عنه بأنّه من كبار المُطبّعين في الفضاء الإعلامي.
كتب الصحفي اللبناني “المُطبّع” تغريدةً باللغة الفرنسية في 17 أبريل قال فيها، إنّ أمير دولة قطر السابق بين الحياة والموت بسبب إصابته بفيروس كورونا، وأنّ الولايات المتحدة أرسلت فريقًا طبيًا من بينهم طبيبين يهوديين إلى الدوحة لعلاجه.
صحيح أنّه كلام أقل ما يُقال عنه، أنّه لا يستحق الردّ لأسباب أنّ الأمير الوالد شخصية اعتبارية لا يحمل صفة رسمية ليظهر في وسائل الإعلام بينما كثرة من زعماء دول العالم منذ جائحة كورونا لم يمارسوا أي نشاطات تذكر باستثناء اتصالات هاتفية ومؤتمرات عن بُعد وخلافه.
سبق المُغرّد اللبنانيّ “المطبِّع” مُغرّد آخر يُدعى “أمجد طه” نعرف عنه دفاعه عن المملكة العربية السعودية وظهوره على بعض شاشاتها في ذات الوقت الذي يشنّ مُغرّدون سعوديون كبار هجماتهم عليه لانتحاله صفة رئيس مركز أبحاث في بريطانيا لا وجود له على أرض الواقع.
كتب “أمجد طه” تغريدة في 16 أبريل قال فيها أنّه مستندًا إلى “مصدر دبلوماسي بريطاني”، لكن من هو هذا المصدر الدبلوماسي البريطاني؟، وما هي صفة “طه” ليُحدثه دبلوماسي بريطاني بمعلومة حساسة عن الأمير الوالد؟
ينقل “أمجد طه” الخبر بصيغة أخرى مختلفة عن صيغة الصحفي اللبناني “المطبِّع” ويقول:
مصدر دبلوماسي بريطاني، أكّد لنا أنّهم يبحثون أخبار شبه مؤكدة أفادت إصابة أمير قطر السابق بفايروس كورونا ويخضع الآن للعلاج من خلال أطباء أجانب بينهم بريطاني وأمريكان.
أخبار شبه مؤكّدة، إذاً هي ليست مُؤكّدة كما يقول “طه”، فكيف يؤكد في نفس التغريدة أنّ الأمير الوالد “يخضع الآن للعلاج”؟
التناقضات في كلامه تفضح كذبه وزيف ما يدّعي.
قيل إذا أردت أن تكذب ويصدقك الناس فكن ذكيًا، لكنّ “أمجد طه” لم يكن ذكيًا لينجح في تمرير كذبته.
لكن الغريب أنّ مواقع إماراتية، مثل مجلة بزنس ميدل إيست، وغيرها تناقلت الخبر نقلًا عن “أمجد طه” واصفةً إيّاه بأنّه باحث بريطاني، مُدعيَة أنّه “يكشف إصابة أمير قطر السابق حمد بن خليفة بـ”كورونا”.
لا تعليق سوى، والله غالب على أمره ولكنّ أكثر الناس لا يعلمون.