(مرصد تفنيد الأكاذيب)
إسطنبول/ إحسان الفقيه/ الأناضول
– بعد سحب تركيا سفينة التنقيب “الريس عروج” (أوروتش رئيس) إلى ميناء أنطاليا، تداولت صحف وقنوات ومواقع الادعاءات بأن أنقرة تراجعت على وقع التهديدات والضغوط الأوروبية والأمريكية..
– بمتابعة المرصد لمحطات عمل سفينة التنقيب منذ بدء مهمتها وجد خلافا لما تدعي تلك المواقع والصحف والحسابات، أن السفينة انسحبت بعد ان أنجزت مهمتها وفق سقف زمني محدد لها في وقت سابق..
– انسحاب السفينة في 13 سبتمبر/أيلول إلى الموانئ التركية كان مقررا قبل هذا اليوم بنحو أسبوعين وليس نتيجة تهديدات أو تصريحات عدائية أو ضغوطات كما زعم أولئك المغرضون..
– تعد إحدى السفن البحثية النادرة في العالم، وهي مجهزة بالكامل ومتعددة الأغراض، وتستطيع القيام بعمليات مسح زلزالي ثلاثي الأبعاد حتى عمق 8 آلاف متر، وعمليات مسح زلزالي ثنائي الأبعاد حتى عمق 15 ألف متر…
أشاعت مواقع إخبارية وقنوات فضائية وصحف وحسابات على مواقع التواصل الاجتماعي معظمها مصرية أو سعودية أو إماراتية ادعاءً مكذوبا بأن تركيا رضخت لضغوط أوروبية وأمريكية بالدرجة الأولى، أرغمتها على إعادة سفينة التنقيب “الريس عروج” (أوروتش رئيس) إلى ميناء أنطاليا في 13 سبتمبر/أيلول بعد نحو 34 يوما من بدء مهمتها في شرق المتوسط.
وعنونت تلك المواقع والصحف أن “أردوغان يتراجع على وقع التهديدات”، حسب موقع “العين الإخباري” الاماراتي.
ونشر في نفس اليوم، 13 سبتمبر/أيلول، خبرا ثانيا جاء فيه “عصا أوروبا الغليظة وضغط واشنطن.. أردوغان يرضخ بالمتوسط”.
بينما ادعى موقع “إرم نيوز” أن محللين سياسيين، وكعادة الموقع لم يذكرهم بالاسم، قالوا إن “تركيا تنصاع في اللحظات الأخيرة، وتتراجع حيال ملفات وقضايا شائكة في المنطقة، حينما تشعر أن ثمة قوة جدية رادعة لطموحاتها”.
https://tinyurl.com/y4p3j45c
وزعمت قناة “الغد”، أن تركيا سحبت سفينة تنقيب من المناطق المتنازع عليها في شرق المتوسط خوفا من العقوبات!
أما بعض الحسابات التي دأب “مرصد تفنيد الأكاذيب” على دحض أكاذيبهم وتفنيدها، فقد نشرت على موقع “تويتر” عددا كبيرا من التغريدات التي تصب في تشويه الحقائق والكذب على المتابعين، وقد نشر أحد الحسابات تغريدة قال فيها “تركيا ترضخ لليونان وتسحب سفينة التنقيب”.
أما صنوه في موقع تويتر، فقد غرد “بعد تهديدات أوروبية، تركيا تسحب سفينة التنقيب “الريس عروج” من المناطق المتنازع عليها مع اليونان في البحر المتوسط “
وتابع مرصدنا محطات في عمل سفينة التنقيب منذ بدء مهمتها ليجد خلافا لما تدعي تلك المواقع والصحف والحسابات، أن السفينة انسحبت بعد ان أنجزت مهمتها وفق سقف زمني محدد لها في وقت سابق.
والغريب أن هؤلاء لم يكلفوا أنفسهم البحث في المواقع الإخبارية ليجدوا كذب ادعاءاتهم.
وعلى ما يبدو فإنهم جميعا تعمدوا بث الاشاعات واختلاق أسباب لا صحة لها تقف وراء سحب السفينة، وتصوير الأمر رضوخا تركياً لضغوط خارجية أو خوفا تركياً من اليونان أو غيرها.
وندرج هنا سياقا تاريخيا يوثق أهم المحطات في مهمة السفينة ومن مصادر معتبرة.
في 10 أغسطس/آب نقلت مواقع إخبارية تصريحات لمسؤولين أتراك في البحرية التركية تحدثوا عن بدء عمل سفينة “الريس عروج” (أوروتش رئيس) مهمتها في المتوسط حتى 23 أغسطس/آب الماضي.
وفي 23 أغسطس/آب، أي في نفس اليوم الذي انتهت فيه رسميا المدة الزمنية المحددة لمهمة السفينة، أعلنت تركيا تمديد مهامها من 23 الى 27 أغسطس/آب.
لكن سفينة التنقيب لم تنه مهمتها الاستكشافية، عادت تركيا لتعلن تمديدها أربعة أيام إضافية من 27 أغسطس/آب لغاية الأول من سبتمبر/أيلول.
وفي الأول من سبتمبر/أيلول، أعلن التلفزيون الرسمي التركي أن السفينة ستواصل عملها في المنطقة المعلنة مسبقا حتى 12 سبتمبر/أيلول المقبل برفقة سفينتي أتامان وجنكيز خان”.
وبهذا يكون انسحاب السفينة في 13 سبتمبر/أيلول إلى الموانئ التركية كان مقررا قبل هذا اليوم بنحو أسبوعين وليس نتيجة تهديدات أو تصريحات عدائية أو ضغوطات كما زعم أولئك المغرضون.
وتعد سفينة “الريس عروج” إحدى السفن البحثية النادرة في العالم، وهي مجهزة بالكامل ومتعددة الأغراض، وتستطيع القيام بعمليات مسح زلزالي ثلاثي الأبعاد حتى عمق 8 آلاف متر، وعمليات مسح زلزالي ثنائي الأبعاد حتى عمق 15 ألف متر.