إنما هي أيام وتمضي…

إنما هي أيام وتمضي…

ولكن ما الذي يبقى؟

في كل ذكرى ميلاد، لا نحتفل بالزمن الذي انقضى، بل بما تركه فينا من أثر…

السنوات لا تُقاس بالأرقام، بل بما تُربّيه في أرواحنا من حكمة، وما تُجرِّده من أوهام، وما تُبقِيه من نور…..

حين نقول “إنما هي أيام ونمضي” فنحن لا نهرب من الحياة، بل نرتقي فوق أثقالها….

نُذكّر أنفسنا أن العمر مهما طال فهو طريق، وأنّ الطريق لا يُشرق إلا لمن عرف اتجاه قلبه….

تأمّلتُ كثيرا في هذه العبارة التي قالها أبو عبيدة لعمر بن الخطاب رضي الله عنهما، فوجدت أنّ السرّ ليس في زوال الأيام، بل في قيمة الإنسان وهو يمرّ خلالها:

-هل يخفّ قلبه من التعلّق بما لا يبقى؟

-هل تزداد بصيرته وضوحا؟

-هل يتخفّف من ضجيج الناس ليقترب من الله؟

**الميلاد الحقيقي ليس في حلول عام جديد، بل في ميلاد رؤية جديدة:

-أن نعرف ما الذي يستحق أن نُبقيه، وما الذي يجب أن نتركه يمضي.

-أن نفهم أنّ صفاء الروح أهم من ازدحام الممتلكات،

-وأن الكرامة أغلى من المكاسب،

-وأن أثر الكلمة أمتن من كل زخارف الدنيا.

كل عام يمرّ يشبه صفحة تُطوى، لكن جمال الحياة في أن نكتب ما بعدها بحبر أوضح، وضمير أنقى، وقلوب أقرب إلى المعنى….

وفي يوم ميلادي هذا، لا أتمنى شيئا لنفسي بقدر ما أتمنى لنا جميعا أن نتعلم فنّ العبور:

-أن نعبر السنوات دون أن تفقد أرواحنا خفتها ..

-ودون أن تنطفئ قلوبنا تحت ثقل التجارب ووخز المصاعب..

-ودون أن نُفلِتَ تلك الشعلة الصغيرة التي تجعل الإنسان إنسانا ..

إنما هي أيام ونمضي…

لكن الرحيل ليس مُخيفا إذا تركنا وراءنا أثرا يشبهنا…

===

إحسان الفقيه

في ذكرى ميلادها الـ 47 ….

10 ديسمبر 2025

عن Ehssan Alfakeeh

شاهد أيضاً

عزيزي الزوج

عزيزي الزوج : الزوجة ليست مشروعا عليك عبء إدارته، ولا كائنا يُختبر صبره كل يوم.. …

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *