آداب الاحتفال

ليس الفرح بسقوط الطغاة موضعَ خلاف، ولا الشكر على نعمة الخلاص محلَّ تردُّد. فالقلوب التي عاشت القهر تعرف (فطريا) كيف تبتهج حين تُرفع يد الظلم والظالم عنها.

لكن النعمة لها حُرمة، والخلاص له أدب…

الاحتفال لا يعني أن نخلع منّا ثياب الحياء، ولا أن نضعف أمام ما يُبهج العين ويخدش الروح….

فالمرأة في مجتمع المروءة ليست زينة ساحات ولا وقود دبكة بين الرجال، بل كيان مصون تُجلّه النفوس قبل أن تُجلّه الشرائع، وحياء المرأة تاج على رأس الأمة كلها، إن سقط سقطت هيبتها بين الأمم…

لسنا ضد الفرح، ولا نُضيّق على الناس صدورهم في لحظة انتصار طال انتظارها، لكننا نُذكّر فقط بأن الفرسان حين ينتصرون يزدادون وقارا، لا يخفُّون،

وتعلو رؤوسهم كما ينبغي لها ولهم ..ولا تهتزّ في اختلاط عابر لا يليق ببلاد ما زالت تُضمّد جراحها …

الخلاص نعمة كُبرى

ونعمة الخلاص شكرها الانكسار لله، والامتنان له سبحانه، وإجلال المُنعم… لا استهلاك اللحظة بما يمحو البركة التي جاءت معها…

الاحتفال الحقيقي هو أن نحفظ ما استُنقذ من الكارثة، وأن نبدأ بناء مجتمع يقف فيه الرجال كحُماة لا كمتفرجين ..

ويليق فيه بالنساء أن يحتفلن في مساحات تحترمهن، بعيدا عن مزاحمة أجساد الذكور وعيون الناس….

لسنا ضد الفرح …

لكننا ضد أن يُصبح الفرح ذريعة لتكرار ما أسقطنا الظلم من أجله:

-تشييءُ الإنسان، وانكسار قيمة المرأة، وتغييب الحياء الذي هو زينة الأمم.

هكذا فقط يبقى النصر نصرا ..

ويبقى الفرح طاهرا

وتبقى سوريا الجديدة جديرة بما كتبه الله لها من خلاص…

عن Ehssan Alfakeeh

شاهد أيضاً

بعد مقتل أبو شباب… هل انهارت عمالة الاحتلال في غزة؟

أبو رغال، ذلك الرجل الذي خرج مع جيش أبرهة يدله على البيت الحرام الذي أراد …

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *