بعدما اندلاع حرب طوفان الأقصى، وتعرض قطاع غزة للقصف والتدمير من قبل الجيش الصهيوني، بادرت وزيرة التعليم القطري لولوة الخاطر التي كانت تشغل حينذاك منصب وزيرة التعاون الدولي في الخارجية القطرية، بزيارة غزة، دعما للأشقاء في هذه الأرض المنكوبة، لتكون أول مسؤول رسمي على مستوى العالم أجمع، يبادر بزيارة غزة أثناء الحرب.
واليوم، وبعد إقصاء النظام السوري الفاشي، وبداية عهد جديد لسوريا جديدة، قام أمير قطر تميم بن حمد آل ثاني، بزيارة رسمية إلى دمشق، ليكون أول زعيم عربي تطأ قدماه أرض سوريا بعد ثورتها المجيدة، وتأتي هذه الزيارة بعد يوم واحد من إعلان تولي أحمد الشرع منصب رئيس الجمهورية السورية الانتقالي، لتواصل قطر العطاء والبذل من أجل سوريا كما عهدناها قيادة وشعبا.
كما جاءت هذه الزيارة الرسمية، بعد لقاء جمع رئيس الوزراء ووزير الخارجية القطري محمد بن عبد الرحمن آل ثاني، مع القيادة السورية في دمشق منتصف هذا الشهر، لتعزيز الحوار مع الإدارة السورية الجديدة، وعلى إثرها أعلن وزير الخارجية القطري أن بلاده ستقدم الدعم الفني اللازم لإعادة تشغيل البنى التحتية اللازمة في سوريا، وقال إن قطر سوف توفر لسوريا 200 ميغاواط من الكهرباء على أن تزيد تدريجيا.
امتاز الموقف القطري تجاه القضية السورية بالثبات والانحياز لخيارات الشعب السوري، ورفض التطبيع مع النظام الفاشي، ولم يسقط من الذاكرة انسحاب أمير قطر من قمة جدة عام 2023 قبيل الكلمة التي ألقاها بشار الأسد، تعبيرا عن رفض التطبيع معه.
بادرت قطر فور انتصار الثورة على النظام الفاشي بتسيير جسر جوي لمساعدة الأشقاء في سوريا، وكانت أول دولة تقوم بتسيير الرحلات الجوية إلى دمشق.
كما يُحسب لها أنها أول دولة عربية تعلن فتح سفارتها في العاصمة السورية دمشق، بعد غياب سفارتها عن الأراضي السورية 14 عاما، حيث أغلقتها في دمشق في يوليو 2011 بعد سحب السفير،
احتجاجا على الممارسات القمعية لبشار الأسد ضد الشعب السوري.
زيارة الأمير تميم إلى دمشق بعد إعلان تنصيب الشرع رئيسا في الفترة الانتقالية، بمثابة مباركة لهذا الإجراء من أجل دعم استقرار سوريا وانطلاق مسيرتها النهضوية.
الديوان الأميري قد أصدر بيانا يتعلق بأجواء هذه الزيارة المثمرة، وأوضح تأكيد أمير قطر على عزم بلاده دعم وحدة سوريا وسيادتها واستقلالها، وهو الأمر نفسه الذي شددت عليه السعودية خلال الزيارات المتبادلة بين الطرفين.
كما أكد الأمير على مساندة السوريين لتحقيق الوصول إلى دولة تسودها الوحدة والعدالة والحرية، مؤكدا كذلك على ضرورة تشكيل حكومة تمثل جميع الأطياف، مشيدًا في الوقت نفسه بجهود الإدارة السورية الجديدة في تحقيق الاستقرار والحفاظ على مقدرات الدولة.
قطر تثبت لنا يوما بعد يوم، أنها أول من يلبي نداء الأشقاء، لا ننسى أبدا جهودها في غزة والسودان وسوريا وغيرها من البلدان الشقيقة، وفق سياسة خارجية متوازنة تعمل على تصفير وفض النزاعات وإقامة علاقات جدية مفتوحة مع الجميع على أسس عادلة، كما لن ينسى العالم أنها كانت ولا زالت قبلة للملهوف والمظلوم، حفظ الله قطر وشعبها وقيادتها ووفقها إلى كل خير.
وكما اعتدنا نحن قُرّاء المشهد :
#قطر المسلمة العربية الخليجية؛ أول من يُلبّي دائما ..
حفظ الله قطر والسعودية والكويت وسوريا وفلسطين ومصر والأردن واليمن والسودان وسائر بلاد المسلمين