هل حين أشير الى سكاكين القاتل التي لا زالت تقطر من دماء ضحاياه أكون طائفية وخطابي خطاب كراهية؟

خطاب الكراهية هو أي تعبير، سواء كان شفهيًا أو مكتوبًا أو رمزيًا، يهدف إلى التحريض على الكراهية أو التمييز أو العنف ضد أفراد أو جماعات بناءً على العرق، الدين، الجنسية، الجنس، الطائفة، اللون، الأصل العرقي، أو أي شكل آخر من أشكال الهوية.
يمكن أن يكون خطاب الكراهية مباشرًا أو غير مباشر، وغالبًا ما يؤدي إلى تقسيم المجتمعات ونشر العداء والتوتر.

أشكال خطاب الكراهية:

-التعميمات السلبية: حينما يتم وصف مجموعة كاملة من الناس بصفات سلبية بناءً على دينهم أو عرقهم أو جنسهم.
-التحريض على العنف: الدعوة إلى إيذاء أو قتل أفراد أو جماعات بناءً على هويتهم.
-الإهانة والإذلال: استخدام ألفاظ جارحة أو تشويه سمعة مجموعة معينة.
-التمييز: الدعوة إلى التمييز ضد مجموعة معينة في مجالات مثل التعليم أو التوظيف أو السكن.

التأثير السلبي لخطاب الكراهية:
-إثارة النزاعات: خطاب الكراهية يساهم في خلق بيئة من العداء والتمييز داخل المجتمعات، ويمكن أن يؤدي إلى اندلاع العنف.
-تعميق الانقسامات الاجتماعية: يعمل على تعزيز الانقسام بين الفئات المختلفة من المجتمع، ويشجع على الكراهية المتبادلة بين الأفراد والجماعات.

-إضعاف التماسك الاجتماعي: يؤدي إلى تدهور الروابط الاجتماعية وإلى خلق مجتمعات مشحونة بالعداء والشكوك بين مكوناتها.

قبل أن تتهمني بأنني أكره شيعة العرب أو شيعة إيران بالعموم .. وقبل أن تؤكّد بأنني أحرّض عليهم أو أتعامل معهم بفوقية ..
أرجو أن تقرأ جيدا كل ما كتبت طيلة سنوات وتُثقّف نفسك وتقرأ كُتبا تناولت محاور كثيرة تدور حول هذه المسألة سبق وتناوُلتها في آلاف المقالات التي كتبتها على مدار خمسة عشر سنة.. فهل لديك القدرة للإحاطة بكل ما كتبت لتحكم عليّ وتتهمني وتُقوّلني ما لم أقل؟!

يا عزيزي الكسول:
هناك العديد من الكتب والأبحاث التي تناولت موضوع خطاب الكراهية وآثاره في المجتمع، بالإضافة إلى الكتب التي تحلل أساليب هذا النوع من الخطاب وكيفية مواجهته.
بعض المفكرين والكتاب ركزوا على هذا الموضوع في سياق مختلف الثقافات والمجتمعات.. أسوقُ إليكم بعض الأمثلة:

  1. “On Liberty” لجون ستيوارت ميل (John Stuart Mill):
    هذا الكتاب الكلاسيكي يتناول قضية حرية التعبير وحدودها. جون ستيوارت ميل يحاول الموازنة بين حرية التعبير وضرورة حماية المجتمع من الأضرار التي قد يسببها خطاب الكراهية. ورغم أن ميل يدافع عن حرية التعبير بشكل عام، فإنه يعترف بأن التحريض على العنف والكراهية يتطلب حدودًا أخلاقية.
  2. “The Harm in Hate Speech” لجيريمي والدرون (Jeremy Waldron):
    هذا الكتاب يناقش قضية خطاب الكراهية من منظور قانوني وأخلاقي. يوضح والدرون كيف أن خطاب الكراهية يمكن أن يلحق ضررًا بالأشخاص والمجتمعات، ويجادل بأن الحكومات يجب أن تفرض قيودًا على حرية التعبير عندما يتعلق الأمر بخطاب الكراهية، وذلك لحماية المجتمع من العواقب السلبية.
  3. “Hate: Why We Should Resist It with Free Speech, Not Censorship” لنادين ستروسن (Nadine Strossen):
    في هذا الكتاب، تطرح نادين ستروسن فكرة أن أفضل طريقة لمواجهة خطاب الكراهية هي من خلال المزيد من حرية التعبير وليس الرقابة. وتجادل بأن تقديم حجج معاكسة والتصدي لخطاب الكراهية عبر الحوار المفتوح يمكن أن يكون أكثر فاعلية من الحظر والقيود.
  4. “Words That Wound: Critical Race Theory, Assaultive Speech, and the First Amendment” لمؤلفين مختلفين (Matsuda, Lawrence, Delgado, Crenshaw):
    هذا الكتاب يعد جزءًا من النظرية النقدية للعِرق، ويتناول دور خطاب الكراهية في تعزيز العنصرية والتمييز العرقي. يناقش الكتاب العلاقة بين حرية التعبير وخطاب الكراهية، ويقدم حججًا حول كيفية تأثير هذا النوع من الخطاب في تعزيز الاضطهاد الاجتماعي.
  5. “Speech and Harm: Controversies Over Free Speech” لمؤلفين مختلفين:

هذا الكتاب يجمع مجموعة من المقالات حول النقاشات القانونية والفلسفية المتعلقة بحرية التعبير وحدودها. يتناول الكتاب كيف يمكن لخطاب الكراهية أن يؤدي إلى الأذى النفسي والاجتماعي، ويدرس المواقف المختلفة حول ما إذا كان يجب الحد من حرية التعبير عندما يكون الهدف منها الإساءة لجماعات معينة.

مفكرون وكتّاب بارزون في مجال خطاب الكراهية:
-نعوم تشومسكي (Noam Chomsky): تشومسكي هو مدافع عن حرية التعبير، لكنه أيضًا يعترف بضرورة مواجهة خطاب الكراهية من خلال التعليم وتوجيه النقد.

-مارثا نوسباوم (Martha Nussbaum): نوسباوم ناقشت في كتاباتها كيف أن خطاب الكراهية يسهم في الإضرار بالجماعات المهمشة وتعزيز التمييز ضدهم، وشددت على أهمية التعامل مع هذا الخطاب بطريقة تعزز التسامح والعدالة.

-ميشيل فوكو (Michel Foucault): على الرغم من أن فوكو لم يركز بشكل مباشر على خطاب الكراهية، إلا أن أفكاره حول السلطة والخطاب يمكن أن تكون مفيدة في فهم كيفية تأثير اللغة على بناء التحيزات الاجتماعية والكراهية.

*الجهود القانونية والتشريعية:
هناك قوانين في العديد من الدول التي تهدف إلى تنظيم خطاب الكراهية ومنعه، خاصة عندما يؤدي إلى التحريض على العنف أو التمييز.
تختلف القوانين باختلاف الدول والثقافات، ويُنظر إليها بطرق مختلفة وفقًا لمبادئ حرية التعبير وحقوق الإنسان.

خطاب الكراهية هو تعبير يؤدي إلى التحريض على الكراهية أو العنف ضد أفراد أو جماعات بسبب هويتهم.
وقد تناول العديد من الفلاسفة والمفكرين هذا الموضوع في سياق النقاش حول حرية التعبير والعدالة الاجتماعية.
يمكن مواجهة خطاب الكراهية من خلال توعية الناس بمخاطره، وتعزيز قيم التسامح، واستخدام آليات قانونية أو اجتماعية للحد من تأثيره السلبي.
ولكن الإشارة الى سكّين القاتل التي لا زالت تقطر من دماء ضحاياه .. ليست جزءا من خطاب الكراهية الذي تُطلقونه كُل قليل في وجوه من يُخالفكم !!

التعبير عن الغضب أو التنديد بالجرائم التي ارتكبتها ميليشيات أو جماعات مسلحة بناءً على هويات دينية أو طائفية، لا يعتبر بحد ذاته طائفية أو خطاب كراهية، طالما أنه يتم توجيه الانتقاد إلى الأفعال الإجرامية وليس إلى جماعة دينية أو عرقية بأكملها.

الفرق يكمن في كيفية توجيه النقد وما هي الأهداف من وراء الخطاب.

  1. التمييز بين الجناة والجماعات:
    ننتقد الميليشيات المسلحة أو الجماعات التي ترتكب الجرائم ضد المدنيين على أساس هويتهم الدينية أو الطائفية، مثل ما حدث في سوريا أو العراق أو اليمن،
    وهذا جزء من الحديث عن الجرائم والانتهاكات ضد حقوق الإنسان بالعموم على أي مكان في الكوكب.
    من المهم التركيز على الجرائم التي ارتكبتها تلك الميليشيات أو الفصائل المسلحة بناءً على أفعالهم، وليس بسبب خلفياتهم الدينية أو الطائفية.

ونعم واجب علينا الابتعاد أو تجنُّب تعميم الجرائم التي ترتكبها بعض الجماعات على الطائفة كلها أو الدين بأكمله.
هذا هو الفارق بين النقد المشروع والطائفية.

إلقاء اللوم على طائفة بأكملها بسبب أفعال بعض الجماعات المسلحة يمكن أن يشكل خطاب كراهية ويؤدي إلى تعزيز الانقسام.

  1. النقد العادل والموضوعي:
    التركيز على الأفعال: إذا كنت تركز على الفظائع والانتهاكات التي ارتكبتها ميليشيات إيرانية أو غيرها في سوريا أو العراق أو اليمن، وتهدف إلى كشف تلك الجرائم وتقديم المسؤولين عنها للعدالة، فهذا يدخل ضمن إطار النقد المشروع وليس خطاب الكراهية.

الموضوعية: حاول أن تكون موضوعيًا قدر الإمكان في سرد الأحداث والجرائم.
إذا كانت الميليشيات التابعة لدولة ما أو جماعة ما قد ارتكبت جرائم على أساس طائفي أو عرقي، من المهم توثيق هذه الجرائم بشكل دقيق والابتعاد عن الاتهامات العشوائية التي قد تؤدي إلى تأجيج الكراهية.

ولا أتوقع أننا أشرنا الى جزء من حقيقة الجرائم التي ارتكبتها المليشيات المُموّلة إيرانا أو ما يُسمّى بالحشد الشعبي أو جيش العراق والتي تم توثيقها طيلة سنوات بل وخرجت من استوديو جوّالات القتلة أنفسهم وهُم يضحكون ويشتمون ويشمتون بأنفاس ضحاياهم الأخيرة، فالكُلّ ركّز سمعه وبصره وجوارحه لداعش والقاعدة وما فعلت وكيف فعلت وما ذبحت وكيف ذبحت وما حرقت وكيف حرقت، وضرب الجميع الفعل والجُرم الأصليّ وركّزوا على ردّ الفعل بانتقائية واضحة مفضوحة.

  1. التجنب التام للخطاب الطائفي:
    أولا: ما هو خطاب الكراهية؟
    خطاب الكراهية هو خطاب يحرض أو يعمم الكراهية على جماعة معينة بناءً على عرقها، دينها، أو طائفتها.
    نعم .. التركيز على الإدانة الجماعية لمجموعة دينية أو طائفية بأكملها يعتبر خطاب كراهية، وهو مختلف عن انتقاد أفراد أو جماعات محددة مسؤولة عن ارتكاب جرائم. إذا تم توجيه اللوم إلى جميع أفراد الطائفة الشيعية، على سبيل المثال، بسبب جرائم ارتكبتها بعض الميليشيات المدعومة من إيران، فهذا يعتبر طائفية وخطاب كراهية وأنا أبرأ من الله أن أكون ممن يظلمون خلقه.
    أما إذا كان النقد موجهًا إلى أفعال الجماعات المسلحة أو السياسات المُدمّرة، فهذا يعد نقدًا مشروعًا.
  2. التوازن والمسؤولية في الحديث:
    الحذر في اللغة: ينبغي الحذر في استخدام اللغة، حتى عند التحدث عن قضايا حساسة مثل الجرائم الطائفية.
    استخدام لغة تعميمية أو وصف جماعة بأكملها بأنها “عدوة” أو “مجرمة” يعزز الانقسامات الطائفية ويخلق بيئة عدائية.
    و من المهم التركيز على حقوق الضحايا والأشخاص الذين تأثروا بهذه الجرائم، بغض النظر عن هوياتهم الدينية أو العرقية.
    كل إنسان له حق في الحياة والأمن بغض النظر عن دينه أو طائفته.
  3. النظر في السياق الأوسع:
    الحديث عن الجرائم من جميع الأطراف: الانتقادات التي تستهدف الجرائم والانتهاكات من أي طرف، سواء كانت ميليشيات مدعومة من إيران أو جماعات أخرى، تعكس موقفًا مبدئيًا ضد الظلم والاعتداء.
    إذا تم التركيز فقط على جرائم طرف واحد وتجاهل جرائم الأطراف الأخرى، قد يُفهم ذلك على أنه انحياز طائفي.

التركيز على العدالة والمحاسبة: إذا كان الهدف من حديثك هو الدعوة إلى العدالة ومحاكمة المسؤولين عن الجرائم، فإن ذلك يعد هدفًا نبيلًا وغير طائفي، شريطة أن يكون انتقادك للأفعال وليس للهوية.

زُبدة الكلام:
إذا كنت تنتقد الجرائم التي ارتكبتها ميليشيات إيرانية أو سُنيّة أو غيرهما ضد المدنيين بناءً على الهوية الطائفية، وتقوم بذلك بشكل موضوعي دون تعميم اللوم على طائفة بأكملها أو نشر الكراهية ضد مجموعة دينية معينة، فإن هذا لا يعتبر طائفية أو خطاب كراهية.

المهم هو كيفية توجيه النقد والتركيز على تحقيق العدالة والمحاسبة، مع الحفاظ على خطاب يحترم الإنسانية والعدالة للجميع، بغض النظر عن الهوية الدينية أو الطائفية.

عن Ehssan Alfakeeh

شاهد أيضاً

بعد اغتيال نصر الله… إلى أين يتجه نتنياهو

في نهايات سبتمبر/أيلول من العام الماضي، أي قبل حوالي نصف شهر من اندلاع طوفان الأقصى، …

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *