ترامب يعيد عقارب الحرب إلى الصفر: حين يعلو صوت القنابل على الدبلوماسية..

‏لم تنتظر أمريكا طويلاً بعد تهديداتها الأخيرة.

‏بجرّة أمر عسكري صادر من البيت الأبيض، وبتوقيع دونالد ترامب العائد للحكم من بوابة الصقور، سقطت منشآت فوردو، نطنز، وأصفهان تحت وطأة القنابل “البكماء” التي تحدث ضجيجًا صامتًا طويل الأمد في جغرافيا الشرق الأوسط وذاكرة تاريخه.

‏القصف الجوي الأميركي، الذي تم عبر طائرات B-2 الشبحية وقنابل خارقة للتحصينات، أعاد إلى أذهان العالم سؤالًا قديمًا جديدًا: هل الحرب وسيلة لفرض السلام، أم غطاء للفشل السياسي؟

‏«المنشأة انتهت، لم يعد هناك شيء في فوردو» – دونالد ترامب، 21 يونيو 2025

‏(نيويورك بوست، 21/6/2025)

‏بهذه الكلمات، صاغ ترامب إعلانًا صريحًا بأن السياسة الأمريكية قد خرجت من قفص التريث، ودخلت غرفة العمليات.

‏⸻

‏واشنطن تعود إلى لغة العضلات

‏يقول تقرير The Guardian:

‏“ترامب أعلن أن الولايات المتحدة نفّذت ضربات مباشرة ضد ثلاث منشآت نووية إيرانية ووصَف العملية بـ’الناجحة’، لكنه حذر من أن الرد قد يكون كارثيًا.”

‏أما Reuters فرأت في ذلك القرار “أكبر مخاطرة في السياسة الخارجية الأميركية منذ غزو العراق، وربما أكثرها تكلفة على الإطلاق”.

‏فهذه ليست فقط ضربة عسكرية، بل إعلان تحوّل استراتيجي كامل.

‏⸻

‏سلام بالقنابل؟

‏الإدارة الأمريكية تزعم أن الغرض من هذه الضربة هو منع إيران من الوصول إلى عتبة السلاح النووي، إلا أن السلوك الميداني يُشير إلى أكثر من ذلك: إنه استعراض للقوة، وإعادة ترسيم لقواعد اللعبة.

‏«إما أن تختاروا السلام أو الخراب» – ترامب

‏(المصدر: مؤتمر صحفي مشترك مع نتنياهو)

‏==

‏لكن كيف يمكن الترويج للسلام، بينما تُمطر السماء منشآت نووية حيوية بالقنابل؟

‏هذا التناقض الصارخ يضع واشنطن في مرمى تساؤلات أخلاقية وسياسية، خصوصًا وأن الهجوم تم دون تفويض دولي، بل ضمن تحالف ثنائي مع إسرائيل فقط.

‏==

‏هل ينهار الاتفاق النووي نهائيًا؟

‏في تحليله بـ Atlantic Council، يرى الباحثون أن “الضربة وإن كانت فاعلة عسكريًا، فإنها تقوّض ما تبقى من قنوات التفاوض، وتدفع إيران إلى خيارات أكثر تشددًا في الرد، سواء عبر الحرس الثوري أو الوكلاء”.

‏بمعنى آخر، إذا كان الهدف هو احتواء الخطر الإيراني، فإن الوسيلة قد تكون أطلقت موجة جديدة من الفوضى.

‏==

‏حين تنطق النار…

‏ليست القنابل وحدها ما سقط على أرض إيران، بل سقطت معها الأوهام بأن مرحلة ما بعد أفغانستان والعراق جلبت لأمريكا حكمة التريث.

‏ترامب أعاد عقارب الحرب إلى زمن ما قبل الحذر، زمن الصوت العالي، والعقاب الجماعي، والردع بالقوة العمياء.

‏“الحرب لا تبدأ حين تُطلق القذائف، بل حين يسقط العقل” كما قال كريس هيدجز، “صحفي أميركي حائز على البوليتزر”

👇🏻👇🏻

‏إننا على أبواب مرحلة جديدة، حيث تُكتب السياسة بمداد البارود، ويُصاغ السلم على نار مشتعلة.

‏وما بين طهران وواشنطن، تقف المنطقة كلها على حافة لا تشبه شيئًا إلا الصمت الذي يسبق العاصفة..

‏والله غالب على أمره ولكن أكثر الناس لا يعلمون ..

عن Ehssan Alfakeeh

شاهد أيضاً

لهذا يرفض الاحتلال حل الدولتين؟

مثّل الانتهاك الإسرائيلي للسيادة القطرية باستهداف قيادات حماس بالدوحة، محطة فارقة في مسار القضية الفلسطينية، …

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *