أثارت حادثة اغتيال قاسم سليماني مخاوف إقليمية ودولية من تحول المنطقة إلى ساحة صراع مفتوحة بين الولايات المتحدة وحلفائها من جهة، وإيران والقوات الحليفة لها في العراق وسوريا ولبنان واليمن من جهة أخرى.
وطغى خطاب التهدئة من جميع الدول على خطاب التصعيد والتصعيد المتبادل الذي تبنته الولايات المتحدة وإيران وحلفاؤهما.
وتحاول دول المنطقة والعالم استثمار واقع أن طرفي الصراع، لا يرغبان في الدخول في دوامة المواجهات العسكرية المفتوحة على الرغم من التهديدات الإيرانية بالرد العسكري على الضربة الجوية، والتي أسفرت عن مقتل قاسم سليماني والتهديد الأمريكي بالرد على أي ضربات عسكرية تستهدف الولايات المتحدة أو مصالحها في العالم.
تدرك دول مجلس التعاون الخليجي أنها سوف تتحمل تبعات أي حرب في المنطقة بشكل أكبر من غيرها من دول المنطقة باستثناء العراق، الذي يعتقد المراقبون أنه سيكون ساحة الصراع الأكثر خطورة بين الولايات المتحدة وإيران.
لذلك دعت سلطنة عمان المجتمع الدولي لتكثيف الجهود لتحقيق الأمن والاستقرار في المنطقة، فيما حثّت كلا من الولايات المتحدة وإيران على البحث عن قنوات دبلوماسية لحل خلافاتهما.
منذ هجمات سبتمبر/أيلول الماضي على المنشآت النفطية السعودية، وتخلي الولايات المتحدة عن حليفتها الأكبر، أدرك السعوديون ضرورة الدفع باتجاه إجراء تغييرات إستراتيجية في سياساتها الخارجية سواء في اليمن أو ما يتعلق بعلاقاتها مع إيران التي تلعب الدور الأكبر في الملفات الساخنة بالمنطقة.
وسعت السعودية إلى اتفاق “ضمني” مع جماعة الحوثي الحليفة لإيران والمدعومة منها، يتضمن وقف الهجمات الجوية السعودية في مقابل وقف هجمات الصواريخ على الأراضي والمنشآت في العمق السعودي وإجراء مفاوضات عبر وسطاء للتوصل إلى حل سياسي للحرب في اليمن.
كشف رئيس الوزراء العراقي “المستقيل” عن اجتماع كان مقررا مع قائد فيلق القدس قاسم سليماني صباح اليوم الذي قتل فيه لمناقشة الخطوات التي يمكن اتخاذها لتخفيف المواجهة بين إيران والسعودية، وأن سليماني جاء إلى بغداد لتسليم حكومتها ردا إيرانيا على رسالة سبق أن نقلها عبد المهدي من السعودية إلى ايران.
ونفى مسؤولون سعوديون توجيه مثل تلك الرسالة التي تحدث عنها عبد المهدي.
وعلى صلة بالجهود السعودية لتخفيف التوترات في المنطقة، ووفقا لوسائل إعلامية، فإن ولي العهد السعودي أوفد نائب وزير الدفاع خالد بن سلمان إلى واشنطن في محاولة لحث الولايات المتحدة على ضبط النفس وتهدئة التوترات في منطقة تدرك السعودية أن أي نزاع مسلح فيها ستكون منشآتها النفطية وبنيتها التحتية عرضة لهجمات إيرانية مباشرة أو غير مباشرة عبر قوات حليفة لإيران أثبتت الهجمات السابقة ضعف قدرات الرياض في الدفاع عنها.
كما أن الامارات، الحليف الأقرب للسعودية ضمن المنظومة الخليجية، تجد نفسها مرغمة على تبني خطاب التهدئة وتغليب “الحكمة والحلول السياسية” لتجنب وقوع نزاع مسلح أو حرب مفتوحة تكون مصالحها في الخليج العربي وفي عمق أراضيها عرضة للهجمات الإيرانية والتي لا يخفي قادة الحرس الثوري تهديداتهم بضرب دٌبيّ إذا تجرأت الولايات المتحدة على الرد على الهجمات الأخيرة بالصواريخ بعيدة المدى التي استهدفت قواعد عراقية تستضيف الأمريكيين في عين الأسد غرب العراق، وأربيل ليلة الأربعاء.
العاهل السعودي، دعا إلى وقف التصعيد في المنطقة بعد اغتيال سليماني مع تأكيده في اتصال هاتفي مع الرئيس العراقي على “دعم الأمن والاستقرار في العراق” وأهمية تخفيف التوترات.
وتحدث عدد من قادة الدول العربية ودول الاتحاد الأوروبي مع المسؤولين العراقيين في محاولة منهم لدفع العراق للتحرك باتجاه الضغط على القوات المحلية الحليفة لإيران بعدم تصعيد التوترات في العراق والمنطقة، واستغلال علاقات “التحالف” التي تربط حكومتي بغداد وطهران لذات الغرض.
وتعتقد الصين أن هناك حاجة إلى طرف ثالث للعب دور الوسيط بين الولايات المتحدة وإيران مع عدم وجود قنوات اتصال رسمية بينهما، مع دعوة للمجتمع الدولي للتدخل.
وتحدث رئيس المفوضية الأوروبية أورسولا فون دير لاين، في بيان باسم الاتحاد الأوروبي عن محاولات تبذلها دول الاتحاد لوقف التصعيد المحتمل وضرورة ضبط النفس والحفاظ على المكاسب التي حققها الحلف في حربه على تنظيم داعش في العراق وسوريا.
أما مسؤول السياسة الخارجية في الاتحاد الأوروبي، جوزيف بوريل، فقد تحدث إلى وزير الخارجية الإيرانية في محاولة وساطة أوروبية لإجراء مباحثات ثنائية في بروكسل حول الاتفاق النووي لم تعلن طهران موقفها منها رفضا أو قبولا.
وفي بيان مشترك حثت بريطانيا وفرنسا وألمانيا، وهم أطراف في الاتفاق النووي، إيران على الامتناع عن المزيد من أعمال العنف وتصعيد التوترات في المنطقة التي انتقدت فيه الدول الثلاث “الدور السلبي” الذي تلعبه طهران في المنطقة من خلال فيلق القدس بقيادة سليماني.
بالإضافة إلى تلك الجهود، فإن مساعٍ أخرى تصب في ذات اتجاه وقف التصعيد يبذلها الرئيس الفرنسي ورئيس الوزراء الياباني وسلطنة عمان ودول أخرى عبر الاتصال المباشر مع القيادات الإيرانية والأمريكية.
تركزت معظم الجهود والاتصالات على الحديث مع المسؤولين العراقيين لاعتبارات تتعلق بأن العراق هو المكان الذي قُتل فيه قاسم سليماني، وهو الذي تتمركز فيه فصائل الحشد الشعبي كقوة تتفوق على قوة الدولة ولها قرارها المستقل، بالإضافة إلى جوار العراق لدول الخليج الحليفة للولايات المتحدة وقربه من منطقة الخليج العربي واحتمالات أن تتخذه إيران منطلقا للهجوم على المصالح الأمريكية في داخل العراق وانتقال هذه الهجمات إلى عموم مناطق تواجد الأمريكيين ومصالحهم والدول الحليفة.
وفي أجواء التوترات التي تعيشها المنطقة، تحاول دولة قطر لعب دور الوسيط بين الولايات المتحدة وإيران استجابة لرغبة أمريكية عبر عنها وزير خارجيتها مايك بومبيو في اتصال هاتفي مع نظيره القطري بعد مقتل سليماني، حسب تقارير إعلامية.
وفي بيان لوزارة الخارجية القطرية، ناقش محمد آل ثاني مع مسؤولين إيرانيين، حسن روحاني ومحمد جواد ظريف، التطورات الإقليمية الأخيرة في المنطقة، خاصة في العراق وسبل التهدئة للحفاظ على أمن المنطقة واستقرارها.
لكن إيران رفضت قبول وساطة دولة قطر التي عرضها وزير الخارجية محمد آل ثاني خلال زيارته إلى طهران ولقائه بالرئيس الإيراني حسن روحاني، حسب تصريحات مسؤول بارز في الحرس الثوري نقلها التلفزيون الرسمي.
ومع ذلك، يمكن للدور القطري أن يكون هو الأكثر تأثيرا في الأزمة بين بلدين يحتفظان بعلاقات وثيقة مع الدوحة التي واصلت مساعيها منذ إلغاء الرئيس الأمريكي اتفاق الملف النووي من جانب واحد، وزيارات متكررة لمسؤولين قطريين للوساطة بين البلدين، مثل زيارة وزير خارجية قطر في يونيو من العام الماضي والتي أعلنت الدوحة أن محادثات الوزير ركزت على الوساطة بين الجانبين في سياق جهود أوسع لإنهاء الازمة.
من المؤكد أن الكثير من المعطيات تقود إلى توقعات بالمزيد من التصعيد في المرحلة الراهنة.
في مقابل ذلك، فإن كلا من الولايات المتحدة وإيران لا يرغبان بتصعيد يؤدي إلى الحرب.
وتصاعدت حدة التوترات بين الولايات المتحدة وإيران على خلفية اغتيال سليماني وعدد من كبار قادة الحرس الثوري الإيراني والحشد الشعبي العراقي في وقت مبكر من يوم الجمعة الماضي.
انا ليس بكاتب ولا محلل سياسي.. واتمنى ان يكرمني ربي بـ 1% من حسن سردك وروعة كلامك.. ولكن اعتقد ان مشاكلنا وتدهورنا وحروبنا وابرياؤنا.. لخص اسبابها الدكتور عبدالله النفيسي في كلمات بسيطه عندما قال “ياحيّ يا قيّوم برحمتك أستغيث من هؤلاء الأعراب المنافقين” شرحها ابن خلدون بالتفصيل قبل 600 سنة.. وهاهي تعاد وتخرج للوجود! الاستاذة الفاضلة، انا حزين لكون جيلنا انضحك عليه بصحوة جلها مظاهر إسلامية، وحلال وحرام ، منها ما هو حقيقي ومنها ما هو على حسب المزاج! حتى وصل بنا الحال اننا تصورنا ان ملائكة بدر ستنزل لتنصرنا على اعدائنا في كل مكان بسبب دموعنا المنهمرة! وهاهي دموعنا وليست عقولنا جلبت الينا الحروب لتكون ببيننا بعد ان كانت مع اعدائنا! الجيل القادم بحاجة لنهضة اسلامية يقودها وليست لصحوة! بحاجة لفكر نبوي يجدده وليست للكهنوت! الجيل المسلم القادم محتاج للمعرفة الضمنية الإسلامية التي بسبها يتحول المسيحي واليهودي والملحد للإسلم، وليس للمعرفة الاسلامية الظاهرية السطحية الممله التي بسبها تحول المسلم الى المسيحية واليهودية والإلحاد.