في مِحراب القيم، لا تُرفع راية فوق راية الله.
والقداسة – إن وُجدت – فهي لدين الله، لا لعَلم المعارض، ولا لراية المُطبّل، ولا للجموع التي تهتف تحت وهم مشترك.
في زماننا، باتت المعارضة صك غفران جاهز…
يكفي أن تعارض حتى تُصبغ بهالة الطُهر والنقاء، وكأنك نبي مُرسل أو صحابي جليل فتح الأمصار،
ثم إذا سقطتَ، تُبرر سقطة المعارض باسم الحرية، ويُغضّ عنها الطرف باسم المعركة.
أي تزييف هذا؟
معارض أو مُوالٍ… كلاكما بشر.
يُخطئ ويصيب.
ومَن يوزّع السهام لا بد أن يتسع صدره لتلقيها.
فكما أننا رفضنا القداسة المصنوعة التي تُمنح للمسؤولين والمُستبدين،
كذلك نرفض نفس الهالة حين تُمنح للمعارضين تحت غطاء “المظلومية” أو “الحق”.
لا انتقائية في المبادئ.
ولا حماية سياسية لِمن انتهك شرع الله وخالف أوامره وسقط في وَحل الرذيلة.
بل هو أشد خطرًا حين يُلوّح براية الحق وهو يطعن القيم من الخلف.
لن نخوض في خطايا الأفراد،
فالمجتمع مثقَل بما يكفي من الأوجاع.
لكننا نسأل مَن تصدّروا للكتابة والتغريد والدفاع عن معارض مُخمور انتهك حرمة الدين والخُلق، وكأن شريعة الله رخيصة، تُهان باسم “الحرية الشخصية”.
أي حرية هذه التي تستبيح حرمة الله وتدوس على ضمير المجتمع؟
أي موازين تلك التي تنحاز لسكير فاجر لأنه “ينتمي للمعارضة”؟
هل صارت الأخلاق الإسلامية “اختيارية” بحسب الانتماء السياسي؟
لا.
الدين ليس خندقًا للموالين، ولا سلاحًا للمعارضين.
بل هو الميزان العدل الذي يُوزن به الجميع.
وفي بعض بلادنا الإسلامية ، نرى اليوم كيف يتم تشريع الرذيلة في وضح النهار،
وتُمنح التراخيص للأندية الليلية، وتُستورد النساء لأوكار الفساد،
باسم السياحة، وبحماية من متنفذين جلبوا الفاحشة بأيديهم إلى مضارب بلاد المُسلمين.
ما نراه من مشاهد مقززة مُخزية على وسائل التواصل،
لفتيات أُتي بهن من الخارج ليمارسن الفجور علنًا، وبغطاء قانوني،
هو جريمة لا تسقط بالتقادم.
هي خيانة لله، وخيانة للمجتمع، وخيانة للأمانة التي حُمّلها المسؤولون.
إن بلادنا الإسلامية، بتكوينها المحافظ، وتركيبتها العشائرية،
لا يمكن أن تقبل بهذا الدمار القيمي والاجتماعي والديني،
ولا أن تُستغفل بشعارات “حرية” هي في حقيقتها سُباب لوجه الله.
==
✦ المطلوب:
1-من الحكومة: أن تضع حدًا قاطعًا لهذه الممارسات، وتُغلق هذه الأوكار التي تُسمّى “أندية ليلية” وهي في حقيقتها مصانع للخراب الأخلاقي.
2-من المُشرّع والبرلمان: أن يُعيد النظر في القوانين التي تمنح الشرعية للحرام، والتي تُخالف أوامر الله وتُساوي بين الفضيلة والرذيلة.
3-من المواطن العادي: أن لا يكون حياديًا في معركة القيم،
فالصمت عن المنكر شراكة فيه، والله يقول:
{وَإِذَا أَرَدْنَا أَن نُّهْلِكَ قَرْيَةً أَمَرْنَا مُتْرَفِيهَا فَفَسَقُوا فِيهَا} [الإسراء:16]
فلا تكن ممن يُمهّد للهلاك بسكوته.
⸻
المعارض ليس نبيًا، والحرية ليست دينًا،
ومن يدوس على أوامر الله، لا يجوز تعظيمه ولو نطق بالحق ألف مرة.


{وَلَوْ أَنَّ أَهْلَ القُرَىٰ آمَنُوا وَاتَّقَوْا لَفَتَحْنَا عَلَيْهِم بَرَكَاتٍ…} [الأعراف:96]
فإذا أردتم بركة السماء… فابدؤوا ببراءة واضحة من المنكر،
ولو كان صاحبه “قريبًا”، أو “معارضًا”، أو “صاحب نضال”.
⸻
اللهم إنّا نبرأ إليك مما يفعل هؤلاء في بلدنا،
اللهم لا تؤاخذنا بما فعل السفهاء منا،
اللهم إنّا بلغنا… فاشهد.
وَالله غالبٌ على أمره، ولكن أكثر الناس لا يعلمون.