تختلف المنظومة الأخلاقية في الإسلام عن غيرها من المنظومات الأخلاقية الخاضعة لنسبية القيم، والتي يضعها المجتمع وفقا لاستحسانه ضمن العقد الاجتماعي، ويضع بنفسه معاييرها ومحدداتها، ثم يتنكر لها إذا تعارضت مع مصالح الزمرة المتنفّذة. منظومة الأخلاق التي جاء بها الإسلام ربانية المصدر، فهي أخلاق تنسجم مع فطرة الله التي فطر …
أكمل القراءة »أحوال السائرين إلى رب العالمين
العبد منذ أن جاء إلى هذه الدنيا في سفر إلى ربه تعالى، كلما مر عليه يوم اقترب وقت وصوله إلى محطة الآخرة، يقول الحسن البصري: «يا ابن آدم، إنما أنت أيام، كلما ذهب يومٌ ذهب بعضك». فأما الذين تنكّبوا عن الصراط السوي، فإنهم يسيرون إلى دار الشقاء تسوقهم الشياطين إلى …
أكمل القراءة »القدوات والأمانة
قال الله تبارك وتعالى في كتابه الكريم عن اليهود {وَمِنْ أَهْلِ الْكِتَابِ مَنْ إِنْ تَأْمَنْهُ بِقِنْطَارٍ يُؤَدِّهِ إِلَيْكَ وَمِنْهُمْ مَنْ إِنْ تَأْمَنْهُ بِدِينَارٍ لَا يُؤَدِّهِ إِلَيْكَ إِلَّا مَا دُمْتَ عَلَيْهِ قَائِمًا } [آل عمران: 75]. لقد بلغ عظم شأن الأمانة أنها أنصفت اليهود على الرغم مما ارتكبوه بحق الأنبياء، وذلك …
أكمل القراءة »حيوية العقيدة
مما اتفقت عليه كلمة أهل السنة أن الإيمان قول وعمل، ويقصد بالقول: قول القلب بالتصديق وقول اللسان، ويقصد بالعمل: عمل القلب من الإخلاص والنية الصالحة والحب والخوف والرجاء وغيرها من العبادات القلبية، وعمل الجوارح المعروف. وأصل الإيمان في القلب وأعمال الجوارح ثمرة له ودليل عليه، يقول شيخ الإسلام ابن تيمية …
أكمل القراءة »ساعةُ البشريات
قال الله تبارك وتعالى {إِنَّ الَّذِينَ قَالُوا رَبُّنَا اللَّهُ ثُمَّ اسْتَقَامُوا تَتَنَزَّلُ عَلَيْهِمُ الْمَلَائِكَةُ أَلَّا تَخَافُوا وَلَا تَحْزَنُوا وَأَبْشِرُوا بِالْجَنَّةِ الَّتِي كُنْتُمْ تُوعَدُونَ (30) نَحْنُ أَوْلِيَاؤُكُمْ فِي الْحَيَاةِ الدُّنْيَا وَفِي الْآخِرَةِ وَلَكُمْ فِيهَا مَا تَشْتَهِي أَنْفُسُكُمْ وَلَكُمْ فِيهَا مَا تَدَّعُونَ} [فصلت: 30-31]. آيات تختصر الطريق إلى الفوز بمحمود العاقبة ورضوان …
أكمل القراءة »إثبات مسائل الاعتقاد بين النقل والعقل
لقد كانت مسائل الاعتقاد في القرون المفضلة تُستقى وتُثبت من خلال الوحي المتمثل في الكتاب والسنة، لا يتجاوزهما المسلمون إلى غيرهما، فإنما يقوم الإسلام على الاتباع والاستسلام لله، فإن ثبت الخبر من السماء فحينئذٍ يكون اليقين والتسليم ولا تكون هناك حاجة للجدل واقتناع العقل عند توهّم التعارض، بل يتهم العبد …
أكمل القراءة »هو رب القلوب..ورب الأعمال أيضًا
«ربُّنا ربُّ قلوب»، عبارةٌ حُرِّفت عن معناها الصحيح وغدت تمثل مهربًا من النقد وتأنيب الضمير، وشماعة تُعلَّق عليها الأخطاء، ومنطقًا لتبرير العجز والكسل والغفلة عن اتباع أوامر الله تعالى والتخلف عن العمل بأحكام الشريعة. لا خلاف على كوْن القلب هو سيد الجوارح ومليكها، وهو محل الهداية والضلالة، والبصيرة والعمى {فَإِنَّهَا …
أكمل القراءة »نُذُرُ الموت
تسارع إيقاع الحياة بشكل صاخب، وطغت المادية على البشر بشكل مخيف، وفي غمرة التعاطي مع هذا اللون القاسي من الحياة، ننشغل عن الحقيقة الكبرى التي أجمع عليها كل الأحياء، مهما اختلفت مللهم وتوجهاتهم، إنها حقيقة الموت التي لا مناص عن تذكّرها والتفكّر بها. اقتضت الحكمة الإلهية خفاء موعد الموت عن …
أكمل القراءة »كونوا مع النساء رجالًا
كلمة «رجل» قد انسابت في نهر تراثنا الإسلامي والعربي محملة بأسمى المعاني، ولم يذكرها القرآن الكريم إلا وهي متصلة بفضائل الأخلاق والأعمال. ذكرها القرآن في معرض الحديث عن الطهارة بكامل ما تعنيه الكلمة من طهارة الباطن والظاهر {فِيهِ رِجَالٌ يُحِبُّونَ أَنْ يَتَطَهَّرُوا}. وفي معرض الحديث عن التعلق ببيوت الله وأداء …
أكمل القراءة »في ذكرى احتراقه.. هل نرتقب الطير الأبابيل لحماية الأقصى؟
خمسة وخمسون عامًا مضت على جريمة حرق المسجد الأقصى، التي نفذها يهودي متطرف يوم 21 آب/أغسطس 1969م، فتضرر المسجد بشكل كبير، حيث أتت النار على واجهاته وسقفه وسجاده وأثاثه ومصاحفه، وامتدت إلى مسجد عمر، وطال الحريق ثلاثة أروقة من أصل سبعة، وسقط جزء من السقف، واحترقت 74 نافذة خشبية، وكذلك …
أكمل القراءة »