كيف تعاملت تركيا مع كذبة تسليم إيغور للصين؟

(مرصد تفنيد الأكاذيب)

– المُروّجون لتقرير الصحيفة البريطانية هم أنفسهم الذين كانوا قد صمتوا ولم يتحدثوا عن اعتقال السلطات المصرية لعشرات الطلاب الإيغور من الدارسين في جامعة الأزهر قبل ثلاث سنوات، ما يكشف غياب البعد الإنساني الذي يزعمونه وحضور البعد السياسي طالما أن التقرير يسيء لتركيا. 
– تركيا نفت رسميا أن تكون قد سلمت أشخاصا يقيمون على أراضيها من أقلية الإيغور إلى السلطات الصينية مباشرة أو عبر بلد وسيط، ودعت أبناء هذه الأقلية إلى الاطمئنان أثناء وجودهم على أراضيها التي تعد ملاذا للمظلومين من مختلف بلدان العالم بغض النظر عن الانتماء الديني أو العرقي أو الطائفي. 

أثار تقرير لصحيفة بريطانية شهية المتصيدين في الماء العكر، ليجدوا فيه فرصة للإساءة إلى تركيا من خلال حملة إعلامية في الصحف والمواقع الإخبارية وقنوات فضائية وحسابات في مواقع التواصل الاجتماعي معظمها مصرية وسعودية. 

وبدون تقديم أدلة رسمية، اكتفى تقرير الصحيفة البريطانية بلقاءات مع عدة أشخاص، زاعمًا أنهم ينتمون إلى الإيغور وتنوي الحكومة التركية تسليمهم إلى الصين عبر دولة وسيطة. 

وعلى الرغم من النفي الرسمي الذي صدر عن مساعد وزير الداخلية التركي، إسماعيل تشاتاكلي، إلا أن الحملة الإعلامية لم تتوقف، خاصة بعد مشاركة أحد قادة الأحزاب السياسية في الحملة بتغريدة على حسابه الشخصي في موقع تويتر، حيث استند هو الآخر على تقرير الصحيفة البريطانية. 


وتداولت حسابات مشبوهة تلك التغريدة حيث وجدت فيها ما يكفي من المساحة لتعزيز إساءاتها المستمرة إلى تركيا حتى عن طريق اختلاق الأخبار وتزييف الفيديوهات ونشر الصور المركبة. 

https://twitter.com/TurkeyAffairs/status/1288289314045145088?s=20


كما تداولت تغريدة قائد الحزب السياسي المعارض حسابات عدة من بينها مصرية وحسابات أخرى سعودية. 


كان من اللافت أن تهتم قنوات وصحف سعودية ومصرية موالية للسلطة الانقلابية بتقرير الصحيفة البريطانية وترويجه على أوسع نطاق في ذات الوقت الذي لم تهتم فيه بأمر عشرات الطلاب الإيغوريين ممن يدرسون في جامعة الأزهر، كانت السلطات المصرية قد اعتقلتهم في يوليو/تموز 2017، ولم تلتفت لمناشدات منظمات حقوقية تتخوف من تسليمهم إلى الصين. 

https://rassd.com/313496.htm 

وروجت قنوات سعودية لتقرير الصحيفة البريطانية المتضمن مزاعم لم تقدم الصحيفة تصريحات رسمية تؤكدها من أي من الحكومات الثلاث المعنية بالموضوع، الحكومة الصينية والتركية وحكومة البلد الوسيط. 

https://twitter.com/AlArabiya/status/1287496258224037891?s=20 

كما روجت له حسابات سعودية على موقع تويتر وصحف أيضا. 

https://www.independentarabia.com/node/138696

ومع متابعة “مرصد تفنيد الأكاذيب” لتقرير الصحيفة البريطانية والحسابات والمواقع التي اعتمدت عليه، وجدنا أنه يلزم توضيح الحقائق الآتية: 

إن تركيا فتحت أبوابها لجميع المعرضين لمضايقات الأنظمة في بلدانهم بعيدا عن الانتماء العرقي أو الديني أو الطائفي، واستضافت الملايين من اللاجئين الفارين بسبب الحروب والصراعات في بلدانهم الأصلية، دون أن تبخل عليهم بمد يد العون ليعيشوا بحرية واطمئنان وكرامة. 

نفت تركيا رسميا مزاعم رئيس الحزب المعارض بشكل مباشر على لسان مساعد وزير الداخلية، إسماعيل تشاتاكلي، في تغريدة له على حسابه الشخصي، وهو بذلك نفى أيضا ما ورد بتقرير الصحيفة البريطانية من مزاعم بشأن ترحيل تركيا 50 ألفا من أقلية الإيغور وإرسالهم إلى الصين. 

واعتبر أن تلك المزاعم “عارية عن الصحة”، داعيا من وصفهم “إخوتنا الإيغور” إلى الاطمئنان أثناء وجودهم في تركيا”، حيث أن تلك المزاعم والادعاءات إنما هي “مجرد أوهام”. 

https://twitter.com/ismailcatakli/status/1288141035789594624?s=20 

عن Ehssan Alfakeeh

شاهد أيضاً

خيارات العرب في مواجهة الفقر المائي

– تشير تقارير الأمم المتحدة إلى أن 17 من أصل 22 دولة عربية تعيش على …

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *