(مرصد تفنيد الأكاذيب)
– حاول موقع “إماراتي” قررنا عدم ذكر اسمه او وضع رابط له، لأنه حاول باستماتة لفت انتباه القائمين على المرصد، لكي نتحدث عنه في “تويتر” لقلّة مُتابعيه، حاول التدليس والتضليل في تقريره عن وكالة التعاون والتنسيق التركية “تيكا” والإيحاء بأنها تمثل القوة الناعمة التركية للتمدد والنفوذ في المجتمعات العربية.
– لا تُخفي وكالة “تيكا”، أن تركيا تسعى لأن تصبح عنصرا فاعلا في المنطقة والعالم، وهذه استراتيجية الوكالة التي تمثل “القوة الناعمة” للدولة التركية، وفق المفهوم الإيجابي المُتعارف عليه.
– الأرجح أن إنتاج الموقع “الإماراتي” المُستميت في إثبات جدارته في الرعاية والتمويل الإماراتي، الشريط المصور هو انعكاس لصدى واقع نظرة المجتمعات العربية التي ترى أن “القوة الناعمة” الإماراتية هي “أداة خبيثة” لغسل سمعة دولة الإمارات والتغطية على سجلها الحقوقي الأسود.
يُفرد موقع “إماراتي” إخباري يُبثّ من دولة الإمارات، مساحة مهمة من محتواه الإعلامي ضد تركيا، وحركات الإسلام السياسي، ودولة قطر، ودول أخرى ليست على “وفاق” مع دولة الإمارات.
“قد” لا نجد ما يستدعي الرد على شريط مصوّر مدته 6.10 دقيقة بثّه الموقع الإخباري في 28 أبريل الماضي، حمل عنوان “تيكا تمدد ونفوذ بقوة ناعمة”، لكننا وجدنا أن عقد المقارنات بين قوتين ناعمتين تركية وإماراتية ضرورة يحتمها عملنا في المرصد كجزء من التزامنا تجاه متابعينا.
تكشف لنا متابعة التقرير الإخباري المصوّر أن الموقع “أجاد” بالتعريف بوكالة التعاون والتنسيق التركية “تيكا”، لأكثر من خمسة دقائق من مدة التقرير من خلال الاقتباس النصي من موقع “تيكا” الرسمي على الإنترنت.
لكن الموقع حاول “التدليس” في بثّ المحتوى بالإيحاء أن وكالة “تيكا” تمثل القوة الناعمة للدولة التركية، وأن هذه الوكالة من خلال تقديمها مساعدات مادية وتنظيم فعاليات اجتماعية في عدد من الدول العربية، تعتمد برنامجا أساسيا يركز على التعليم والثقافة من خلال مدارس تمجد الدولة التركية والعثمانيين، وبرامج للتدريب تركز على الإعلام واستمالة كوادر من هذا القطاع الحيوي، وجعلها أقرب إلى التوجهات التركية في المنطقة. وكل هذه بالطبع أكاذيب وافتر اءات، فـ”تيكا” تنشيء المدارس حول العالم، ولا تفرض مناهج التعليم بها.
وفي موقعه على منصة تويتر، نشر “الموقع الإماراتي” تغريدة مرفقة بالشريط المصور قال فيها:
“الانتشار العالمي لوكالة “تيكا” يبدو واضحا من خلال موقعها، فعلى سبيل المثال، تُظهر قائمة مكاتبها في العالم العربي تركيزها على الدول التي كانت في السابق تخضع للإمبراطورية العثمانية أو المعروفة بأن فيها أحزابا ومكونات سياسية مرتبطة بجماعة #الإخوان”.
يعتبر الموقع الإخباري أن وكالة التعاون والتنسيق التركية “تيكا” تعد “ذراعا استراتيجيا يسهل على الدولة التركية الوصول إلى المجتمعات العربية بطرق ناعمة، مثل التدريب والتعليم والمساعدات الاجتماعية”.
وتُعرف وكالة “تيكا” نفسها بأنها واعتباراً من بدايات القرن الحادي والعشرين مر مفهوم السياسة الخارجية التركية بتغيرات مهمة كنتيجة لسعي تركيا لأن تصبح عنصراً فاعلاً في المنطقة والعالم.
والوكالة هنا لا تُخفي أن تركيا تسعى لأن تصبح عنصرا فاعلا في المنطقة والعالم، وهذه استراتيجية الوكالة التي تمثل “القوة الناعمة” للدولة التركية، وفق المفهوم المُتعارف عليه، ودون فرض مفاهيم معينة على متلقي المساعدات.
فأين جديد الموقع “الإماراتي” الذي يصبّ جام اهتمامه برصد كل شاردة وواردة تُركية؟ وما العيب في ذلك؟
بالتأكيد، فإن لكل دولة طموحاتها بلعب دور إقليمي ودولي من خلال وسائل ونشاطات عدة، إعلامية كالصحف والمواقع الالكترونية والقنوات الفضائية، وسياسية من خلال العلاقات الخارجية مع دول الإقليم ودول العالم، واجتماعية من خلال المنظمات والجمعيات الخيرية والإغاثية، وتركيا ليست استثناءً، كما هي الدول الأخرى، ومنها دولة الإمارات.
عموما بعيدا عن هذا “الموقع الاخباري” ومواقع أخرى ضمن ذات التوجه، فإن مستوى وحجم الإشادة الدولية بوكالة “تيكا” يتعدى حدود تغطيته بهذا التقرير.
ولكن ماذا عن القوة الناعمة الإماراتية؟
في أبريل 2017 أعلنت دولة الإمارات عن تأسيس “مجلس القوة الناعمة” ليشكل رافدا جديدا لتنسيق كل الجهود الوطنية للترويج للدولة وبناء دبلوماسيتها الشعبية مع مختلف الشعوب، حسب تصريحات رسمية لمسؤولين إماراتيين.
ولدولة الإمارات “القوة العسكرية والاقتصادية وتستعد لبناء منظومة القوة الناعمة من أجل ترسيخ سمعة عالمية تخدم مصالح الشعب على المدى الطويل”، كما يقول مسؤول إماراتي، فلماذا يتحامل الموقع الاخباري على دور وكالة التنسيق والتعاون التركية “تيكا”؟
قد تكون الإجابة أن الموقع بادر الى إنتاج الشريط المصور ليعكس صدى واقع دور “القوة الناعمة” الإماراتية الذي يثير المزيد من ردود الفعل الغاضبة في معظم أوساط المجتمعات العربية التي استهجنت بشكل واسع ركيزة من ركائز “القوة الناعمة” الإماراتية التي يمثلها برنامج “إغاثي” يعرض في شهر رمضان باسم “قلبي اطمأن”.
وفي متابعة لردود الفعل في مواقع التواصل الاجتماعي فإن البرنامج “أداة خبيثة لغسل سمعة دولة الإمارات والتغطية على سجلها الحقوقي الأسود”، وفقا لمغردين.
ويرى بعض النشطاء أن الإمارات تسعى إلى تبييض سجلها عبر هذا البرنامج الممول من قبل الهلال الأحمر الإماراتي، حيث يحاول البرنامج عكس صورة خيرية للإمارات في وقت يرتبط فيها اسمها بالحروب والانقلابات ومعاداة ثورات الشعوب.
ويرى آخرون، أن دولة الإمارات العربية المتحدة أكّدت في أكثر من مرة، تحوّلها إلى منصة إعلامية تحتضن مؤسسات إعلامية تعمل خصيصًا لضرب لثورات العربية والديموقراطيات الناشئة في المنطقة على غرار الثورة التونسية.