أكيد مش ( أم عقل بلتاجي الروحية) ولا أم الي كانوا موجودين يوم ان صفق الجمهور الأردني في بلدي للفنانة يسرا كأم مثالية لهم -وأكيد أمي مش اي وحدة ما شفتها او ما عرفتها مهما حمل اسمها من رمزية، مع كل الاحترام والتقدير لكل المحترمات من نساء الأرض قاطبة ..
*أنا أمي الحاجة رفقة الحسن الفقيه، شقيقة طُعمة الحسن(من أطيب الختيارية اللي عرفتهم بحياتي) وكانت زوجته الله يرحمها ويرحمهم جميعا، تعمل أطيب مفتول بكفرابيل وبالدجاج البلدي ولما تعزمنا تظل تفُت قدامنا قطع الدجاج الكبيرة وتوكل أصغر قطعة وتكون مبسوطة إننا اخذنا معانا واحنا مروحين صحن عشان نوكله بكره ..
رفقة الله يرحمها هي جدتي أُم أبوي، الي كانت تعطي عُرجتها بالزمانات لاولاد عمها (الخيّالة) لما كانت تروح على الحصيدة عشان الحرامية ما تهجم على الحصّادات من اجل ذهبهن،،
*جدتي التي قالت لي يوما وقد حملتُ معي كُل أقوالها طيلة سنواتي في الغربة وتعرّفي على كبار الشخصيات العربية والأعجمية وتعرّضي لكل ما قد تتعرض له النساء …
كانت تقول:(كل راس مالها غلطة يا جدّة،، اللي بتبيع حالها مرة بتبيع حالها كل يوم،مبارح مع حصيني وبكره مع واوي)
تلك التي كُنتُ انا قطّتها المدللة الأثيرة، بل سُكّر مجلسها ولم تكن تجرؤ على النيل مني في وجودها ايّا من آكلات لحوم النساء، حتى من زوجات أبناء عمومتي والمُقربين..
تلك التي علّمتني كيف احب ذاتي واحترمُني انا ليحترمني سواي
وتلك التي كانت تغضب إن سبقت كفي أيّا من الحاضرين الى الطعام
او جلستُ أوّلهم على وليمة او لم أسبق نساءهم الى المطبخ للمساعدة في التنظيف عشان تتباهى وتؤكد إنه احسان “معدّله”..
تلك التي شهدت شقائي في مهده وعنادي المُبكر وتلك التي قالت :
(الله كتب عليكِ تحسدك الناس وتكذب عليكِ.. هيتش كِتبتش،، لحمتك حلوة وبنت الغريبة راح تظل غريبة)
تلك التي قالت : ( المزوينات لازم يتمرمرن وكُله رايح )
تلك التي كانت تُطعم القطط قبل ان تأكل وتؤكد لي أنه القطط ستلاقيها على باب الجنة وإنه إذا خذلها ميزان أعمالها يوم القيامة ستأتي كل قطة وهي تحمل كُل لُقمة أطعمتها أياها …
وتلك التي عودتني ان لا تخرج محتاجة من بيتنا القروي المتواضع بكل تفاصيله، الا راضية مُبتسمة عزيزة …
*أمي .. الحاجة شوفة الفقيه زوجة المرحوم أحمد الموسى الفقيه الي كانت تدُسّ الليرة والليرتين تحت وسادتي لما كنت اغيب عن المدرسة وتغمض عيونها وكأنها رئيسة الأمم المتحدة وتقول: “لا تقولي لحدا عنهن اشتري اللي بدتش اياه”
- اللي كانت تشرّبني شاي مع سندويشة الفلافل بمطبخ المدرسة – بالسر – لأنه الشاي خاص بالمعلمات ..
وكانت هي ملكة المدرسة وكاتمة الأسرار وسيدة المكان كله،،
لم تكن مجرد ( موظفة ) ،، تُشرف على شطفنا وتنظيفنا والتزامنا باحترام مرافق المدرسة بل كانت ولا زلتُ أراها من أجمل نساء الأرض ..
*شوفة الفقيه هي أمي وأُم كل بنت بلد بتعرف شو يعني كلمة بلد ..
*لي أمهات في الرياض ،،في مدرستي الابتدائية (وحده دوسرية و قحطانية والجوهرة الطياش المديرة )
ولي امهات ثلاث ( زوجات حارس مدرستي النجدية رحمهم الله جميعا،
وكُنّ مضرب مثل في العطاء والحنيّة ولم تنجب أيّا منهن له ولدا ولا بنتا ) ،،
- لي أم في منشية ناصر في القاهرة واسمها ام احمد
ارتفعت حرارتي ذات يوم ولم تنم طيلة الليل وهي تلفح وجهي بأنفاسها المعطّرة
بذكر الله والصلاة على النبي ،،بكت رحيلي وبحثتُ بعد سنوات عن بيتهم لأيام
فعرفت انهم غادروا المكان ، وما غادرتني وجوههم الطيبة ، - لي أم في الاسكندرية في منطقة ( البحر الميت ابو قير ) اسمها ام خميس
طردت ابناءها الصبيان ليناموا في بيت خالهم لترعاني في بيتها لاسابيع كنت فيها
تائهة مخذولة وحيدة ومسروقة حقيبتي وأوراقي الثبوتية ،
*لي أم جزائرية عرفتها في ليبيا كانت تكره أن ينظر لي الرجال وتخشى عليّ من
عيون الجارات في (حوش عامر ) يجمع عشر عائلات في طابقين يخدمهما حمامين
في منطقة شعبية في ليبيا ،، وهي التي كانت ستغادر معي انا وزوجها العجوز عبر
مراكب الموت الى ايطاليا حيث ( بلاد الاحلام القصية التي يحسبها كُل عربي مشعتل مثلي الخلاص والمنجا ) !
- لي أم فلسطينية من نابلس .. بِعتُ معها الخبز في سوق الحوت في طرابلس
واسمها (عليا) عرفتهم قبل عشرين سنة من الآن ، زوجها من دير يوسف من بلدي .. عرفها هناك فتزوجها وأكرمها بالحسنى فأكرمته بالصبر ،، وأحبّتني لأني من ريحة بلاده من اربد… - لي أم كركية من المعايطه كنت في بيتهم يوم سقطت بغداد وكانت تبكي كما كل
شرفاء بلادي وكان ابناؤها يراقبون التلفزيون من خارج الغرفة بدون ما يشوفوني احتراما لجلوسي في غرفة التلفزيون .. - لي أم .. هي (زوجة أبي ) صبرت على جنوني وتناقضاتي وقلق أبي من تصاريف الحياة وأنجبت اجمل بنات الدنيا ( أخواتي الخمس )
وأهدتني ثلاث فرسان يحبون الله ودين الله ويحبّون لقائي … - لي أم من السودان والدة صديقتي ( ناهد) التي سبقتني في الرياضيات والفيزياء
وسبقتُها في الكيمياء واللغة وحفظ القرآن والخطابة فتآمرنا على بعضنا ثم افترقنا،
وقد لا نلتقي في الدنيا أبدا .. - لي أم من سوريا عرفتُها في مخيم الزعتري وقالت لي يومها :
بدناش جرابات كشكش للعيد وبدناش كعك ولا حلو ولا ملبّس بس بدي جاكيت لونه اسود طويل عشان السُتره ،،وبدي دبابيس كثير عشان ما يطير حجابي بالهواء ويظهر شعري وبدي أتصوّر معاكي.. - لي أم اسمها نظيرة الفقية ام حسان (مديرة مدرستي) حصلت على شهادة
الصف العاشر بإصرارها لأتمم دراستي الثانوية بعدها وبتشجيعها ،،
هي التي اقنعت جدي بأن استلم الجائزة الاولى في الشعر من العاصمة عمان
وهي التي أوعزت لمدير التربية ان تخرج سيارة الوزارة معي وجدي من القرية الى العاصمة
من أجل ان استلم جائزتي من الملكة نور الحسين وانا ارتدي الخمار كاملا
مما اخاف الحرس الملكي الذي توجّس خيفة من سواد ملابسي واضحك الملكة و الحضور ..
وهي أول من حمل مرآة في وجهي وعرّفني عليّ من الداخل لا من الخارج وحسب.. وهي زوجة أبو حسان ابن خالة ابي رحمه الله والذي قال يوما: لو عندي بنت مثلها كان حاربت العالم ..
- لي أم اسمها ام هيا، هي زوجة عمي المختار احمد البركات عليه رحمة الله..
كانت تخصّني بالعطايا في زمن انقطع عني الصاحب وخذلني أقرب الناس ..
*و لي أمّ اسمها الدنيا ،، كلما أحترمت قوانينها كلما اخترعتْ أسبابا جديدة لشقائي ،،
ولله الحمد على نعم تعدّد الأمهات ممن لم تغرفني الحياة من أحشاء ايّ منهن
الا ان لكل واحدة منهنّ عليّ فضل كبير لن انساه..
حفظ الله الاحياء منهن ورحم الله من سبقننا الى كنفه…
احسان الفقيه
كُتب عام ٢٠١٥
لك و لأمهاتك كل التحية و التقدير و لمن فارقن منهن الحياة الدعاء بالرحمة و المغفرة فلهن الفضل في توريث تلك القيم التي نطمن عندما نري منها نموزجاً ( كأم طارق ) فنقول ( لسه الدنيا بخير )
فالأم مدرسة إذا أعددتها أعددت شعباً طيب الأعراق
نقبل أياديكم و نبوس الأرض من تحت نعالكم
أفرح عندما أرى لك مقالا يخص حياتك وماجابهته..حتى في هذا يا إحساننا تلهمين..رحم الله الأحياء منهن والأموات..رمضان مبارك عليك ياأم طارق ونسأل الله أن يجمل أيامك بوصله ومحبته..كوني بخير💜💜💜
و الله و النعم من هذه السيرة الطيبة . لقد كافحت حتى وصلت الى مبتغاك . فمن كان له هذا العدد الكبير من الامهات في أماكن مختلفة و بخلفيات اجتماعية و تثقافية مختلفة فلا بد له بأن يخرج بتجارب عظيمة و بخبرة واسعة تسهل عليه الوصول الى هدفه . فلقد عانيت الكثير الكثير و صبرت على الضيم والظلم و المرض طويلا فخرجت من الدنيا بالشاب طارق – ما شاء الله عليه – و ايضا حققت امنيتك بالعمل الصحفي المهم و الجاد في وكالة الأناضول التي تعتبر من اهم وكالات الانباء العالمية و ذات المصداقية العالية في نقل الخبر . ما نطالبك به هو كتابة رواية واقعية تصور حياتك و تجاربك كما حصلت تماما من دون مواربة اما تواضعا او خجلا . فكل منا يمر في تجارب اخفاها عن الناس و لا عيب في ذلك . فنحن بشر و لسنا ملائكة و من لا يخطىء لا يتعلم . لا أريد منك جوابا على أي شيء وأنت لا شك تذكرين مناوشاتنا على ” الفيس بوك ” و كيف بدأت صداقتنا وانا اعتز بصداقتك كثيرا رغم انني لم التقك شخصيا و ارجو ان يتم ذلك في اسطنبول بعيد انتهاء بلاء هذا الفيروس اللعين , حقيقة أنني استمتعت كثيرا بما قرأت على الرغم من انني اعرف القليل منه و تذكرت مشاويرك مع جدك رحمه الله الى مستشفى ايدون العسكري و اضحك كثيرا . تحياتي لك مع امنيات التوفيق والنجاح .
لو انك يا احسان تتخلصين من عادة سيئة فيك هي في تجاهل مداخلات القراء و عدم الرد عليهم و لو بكلمة شكرا لا غير . تدعين انك تربيت على اياد كثيرة منها جدك جدتك رحمها الله تعالى و لا اظن ان جدك يقبل لك هذا الاسلوب المتعالي على الناس وعلى الاخص من سبقوك في الكتابة في الشؤون العامة الاردنية و العربية و حتى العالمية . فاسلوبك اقل ما يمكن قوله فيه انه اسلوب فج مرفوض على الاقل من قبلي جملة و تفصيلا . ارجو شطب مداخلتي على موضوعك لانك فعلا لا تستحقين ما قلته فيك .
سامحك الله ..
وهل لدي وقت للرد على كل مداخلة ؟!
لا حول ولا قوة الا بالله
ما أجمل هذا المقال المشبع بالصدق والعاطفة والوفاء وطيبة القلب
تلك كلمات جميلة لم أقرأ مثلها ليس لجمال تناغمها وحسن التعبير، بل لبراءة معناها النابعة من قلب أعتقد أنه استوحش فرقة الأم الحقيقية، واعتبر كل هؤلاء أماهته … وأنا كذلك أعتبرك أماً لي، فأنت من أخذ بيدي في عالم الكتابة، وأنت الذي جعلني أحب سحات التواصل الإجتماعي. حاولت أن أبتعد، أن أنساك ولكن ما باليد حيلة، قلبي لم يطاوعني في اسدال الستار عليك.
ستظلين نبراسي مهما حدث رغم جفاءك ومعاملتك القاسية معي. أنا لا أحلم الآن عير أن تعامليني أخ لك وقاريء فقط، وأن نبدأ صفحة جديدة تملأها محبة الأخوة والإحترام … صدقا هذا ما أتمناه إلى أن يجعل الله لي مخرجا.
رائع